العمل الحر للمبتدئين : نصائح ذهبية لدخول عالم الفريلانس

سواء كنت موظف أو طالب فأنت بالتأكيد تطمح لدخول عالم العمل الحر الذي طالما سمعت عنه ولاحظت مدى انتشاره، فقد أصبح مجال الفريلانس اليوم يلقى اهتمام العديد من الأشخاص في العالم للخصوصية التي تميزه من حيث أنه يُمكنك من العمل لحسابك الشخصي ولا يقيد صاحبه بالوقت ولا المكان كما أن الأرباح فيه جيدة. فالفريلانس (Freelance) أو العمل الحر مصطلح أُطلق على مختلف الأعمال التي يقوم بها أشخاص لحسابهم الشخصي دون الإرتباط بمؤسسة أو هيئة معينة لذلك يُطلق على هؤلاء بالمستقلين أو الفريلانسر (Freelancer)، وهو مجال لا تحده معايير الوظيفة العادية وإنما يتأخذ العمل الحر شكل وظيفة مؤقتة يمكن المداومة عليها في البيت أو على الشاطئ أو أثناء السفر.

كما أن الأرباح فيه غير مقيدة بسقف ولا اقتطاعات ضريبية فهو بهذا يناسب العديد من الأشخاص على اختلافهم، وقد برز كمجال يمكن للكثير النجاح فيه برغم عدم تمكنهم من إكمال الدراسات الأكاديمية والحصول على شهادة جامعية، أو ممن لم يحالفهم الحظ في الحصول على وظيفة دائمة أو مصدر دخل من نشاط آخر.
لذا فدخول هذا العالم خيار جيد وقرار صحيح لكنه يتطلب معرفة العديد من الأمور خاصة للمبتدئين، أين تتفرع أمامهم الكثير من المعلومات حول العمل الحر، وهنا على المبتدء في هذا المجال أن يأخذ بهذه النصائح كمفاتيح دخول مجال الفريلانس:

لا تترك وظيفتك أو دراستك:

لا يعني دخولك لعالم الفريلانس بأنه يجب أن تتخلى عن وظيفتك التي تدر عليك راتبا شهريا أو تترك دراستك الجامعية لأنك لم تعد بحاجة لها للحصول على عمل! على العكس لا تغير ما لديك حتى تتأكد من أن العمل الحر مناسب لك. حيث أنه بإمكانك ترك الأمور على حالها حتى بعد احترافك أحد مجالات الفريلانس فهناك العديد من الموظفين أو الطلبة يستغلون أوقات فراغهم كمستقلين. الأمر الذي يعود في الأساس إلى قدراتك وإصرارك على المواصلة في مجال تميز بأنه يجعل من مواردك المالية متعددة المداخيل.

إطلع أكثر:

من المهم أن تتسلح قبل خوض ضمار تجربة ما، وخير سلاح هو المعرفة لذا فاجعل بداية ولوجك لعالم الفريلانس الإطلاع عليه أكثر من حيث قراءة المقالات التي تناولته وقصص تجارب الناجحين فيه واجعل اطلاعك شاملا من حيث متطلبات العمل الحر وأفضل المجالات فيه أيضا. ثم قم بتقييم الوضع حسب قدراتك وميولك الشخصي وهنا فقط يمكنك اتخاذ قرارك حول اكمال مشوارك في عالم العمل الحر أم لا. وهنا يمكنك استغلال المحتوى المتخصص عبر الانترنت حول العمل الحر والذي يقدم مخططات للبداية من حيث كيفية اختيار مهارة وكيفية تطويرها وكذا طرق البحث عن عميل وضمان مستحقاتك المالية منه، ناهيك عن مواقع العمل الحر العربية أو العالمية والتي تقدم بمدوناتها معلومات كثيرة للمبتدئين في العمل الحر.

حدد وجهة كبداية:

فعالم العمل الحر واسع جدا فلا يمكنك الإلمام بكل التخصصات فيها، فبعد الإطلاع قم بتحديد المجال الذي تنوي البدء فيه، وليكن اختيارك مبنيا على معرفة وميول شخصي فلا تختار مجالا لم تسمع به من قبل أو مجالاً لا تحب العمل فيه إلا لأنك سمعت أنه يدر أرباحا جيدة. فمن الطبيعي أن يكون لك ميول معين كمهارة مكتسبة من دراسة سابقة كالبرمجة أو الهندسة أو موهبة منذ الصغر كالرسم أو التأليف فهو يسهل عليك تحديد ما تريد العمل فيه أو البدء به. وإياك أن تقع في فخ العمل ضمن عدة مجالات فهو لا يناسب المبتدئين بل جرب في كل مرة مجال ترغب فيه ويمكنك تغييره مستقبلا إن لم يكن مناسباً لك.

إعرف ما يناسبك:

مهما كانت جاذبية العمل الحر الذي اطلعت عليه من حيث توافقه مع ميولك ومعرفتك المسبقة به إلا أنه قد لا يناسبك، لذا فبدل بذل الكثير من الجهد في امتلاك أو تطوير مهارة ما والوسائل المساعدة فيها عليك تقدير مدى إمكانية ممارستك لهذا النوع من العمل، فأن تكون مستقلا لا يعني أن تكون حراً طوالا الوقت فأنت مرتبط ببنود صفقة مع زبون ما أين يُشترط عليك التقيد بوقت محدد ومواصفات معينة. فقد يتطلب مجال معين في العمل الحر الجلوس لساعات طوال أمام شاشة الكمبيوتر أو قد يضطرك إنجاز عمل ما السهر لساعات طوال لتقديمه في وقت معين فمثلا إن كنت ممن لا يستطيعون العمل لساعات إضافية خارج أوقات الوظيفة أو الدراسة أو ممن لا يستطيعون تغيير مواعيد نومهم أو هناك ما يعوقك كارتباطات عائلية فقد لا يكون المجال الذي اخترته مناسب لك. إلا أن التدرب والقليل من الصبر سيجعلك تعتاد الأمر.

حافظ على تفاؤلك:

غالبا ما تتخلل بدايات أي مشوار الكثير من العقبات فالعمل الحر كغيره يحوي بعض الصعوبات فقط تتأخر في تطوير مهارتك التي اخترها أو قد تجد بأنك لم تتحصل على عرض عمل برغم محاولات عديدة لكسب زبون مدة طويلة، كما أن الأرباح القليلة برغم العمل الشاق قد تقلل من عزيمتك. لكن مجال الفريلانس يتطلب الإصرار والصبر فليس كل محترف فيه كانت طريقه معبدة وسهلة، فاجعل بدايتك المحاولة تلو الأخرى وتطوير مهاراتك بشكل مستمر إلى جانب المعرفة حول أسرار تفوق من سبقوك في كل المجالات. واستغل مواقع التواصل الإجتماعي فهي تحوي العديد من القصص عن المستقلين الناجحين وسترى كيف أنه كان لكل منهم صعوبات في بداية مشواره بل وعقبات تدعو للإحباط ومدى إصرارهم على تجاوزها بطرق عديدة ساهمت في وصولهم للتفوق في عالم العمل الحر.

إعرف أسرار العمل الحر الأخرى:

قد تظن أن الفريلانس مجرد أن تمتلك مهارة تبدأ في عرضها للبيع فتجني أرباحاً فليس الأمر بهذه البساطة، فهذا العالم من الأعمال يتطلب معرفة العديد من الأسرار. فاختيار المواقع أو البرامج المناسبة للمبتدئين أحد أكثر أبواب النجاح في العمل الحر فقد تقضي فترات طويلة تطور مهارتك ضمن برامج لا تناسب إلا المحترفين، كما أن هناك أسرار عديدة للبدء بتكاليف أقل في هذا المجال. ولا يمكن اهمال الجانب التسويقي فعرض أعمالك والترويج لها لكسب زبون وتقييم جيد يحوي بحد ذاته مهارة مهمة تتطلب منك احترافها.

لا تستمع للمحبطين:

قد لا يكون كل المحيطين بك ممن يشجعون البدايات الجديدة فقد تسمع آراءاً سلبية كثيرة عن العمل الحر ممن حولك يدعونك للتركيز على وظيفتك والاكتفاء بها والتخلي عن فكرة دخول عالم مختلف أو يصرون على صعوبة تعلمك مهارة جديدة. بل بالعكس تمسك بنجاح رواد عالم الأعمال الحرة وما حققوه وتشبث بإصرارك للوصول مهما كانت بداياتك متعثرة والانتقادات حولها سلبية سواء كانت من صديق أو زبون، بل اجعل المحاولة مرة أخرى رأس مالك دائما.

إن العمل الحر مجال مميز بمرونته الكبيرة من حيث مكان وكيفية انجازه لذا كان وجهة الكثيرين حول العالم لكن هناك دائما مكان للمبتدئين فيه اللذين يمكنهم تحقيق تفوق مرموق فيه بمعرفة أسراره والإطلاع على مقومات الإبحار فيه والريادة أيضا.

اطلع ايضا على أفضل مواقع العمل الحر الأجنبية والعربية