العمل الحر

الفريلانس مقابل الوظيفة: لماذا العمل الحر ينافس الوظيفة

لم تعد مصادر الدخل اليوم تقتصر على راتب الوظيفة فقد فتحت العولمة ووسائل الاتصال أبوابا عديدة لذلك، من بينها العمل الحر أو الفريلانس (Freelance) وهو مجال واسع وُمخري للدخول له خاصة مع سهولة الاتصال عبر الانترنت التي أتاحت للجميع التواصل عبر العالم.

ما هو الفريلانس


الفريلانس أو العمل الحر هذا المصطلح الذي برز وتداول كثيرا ضمن محركات البحث ونال مكانة مرموقة عالميا، فالعمل الحر لفظ منبثق من اللغة الانجليزية وبقي ذات المصطلح مستعملا في اللغات الأخرى نظرا لصعوبة وجود لفظ مرادف له تماما. ويُذكر أن والتر سكوت الكاتب الاسكتلندي (1771-1823) أول من أطلق لقب الفريلانس (Freelance) على الجنود الذي يُسخرون قوتهم الجسمانية وقدراتهم الحربية لأسياد الحرب مقابل المال. ثم وبسبب تغير المعايير الإجتماعية الخاصة بالعمل فلم تعد ترتكز على التقيد بالوقت والعقود المبرمة وكذا المدخول الثابت توسع استخدام هذا المصطلح إلى الأعمال بسبب توجهها لتكون أكثر مرونة وأكثر تحرراً.
فالعمل الحر هو الطابع المهني الذي يلجأ إليه بعض الأفراد لكسب الرزق يتميز أساسا بعدم اندراجه تحت أي هيئة مسؤولة أو مسيرة سواءاً كانت في شكل أفراد أو قوانين وآليات تنظم طريقة عمل هذه المهنة. فالفريلانس يرتكز أساساً على اعتماد صاحبه أو ما يطلق عليه في هذا المجال بالفريلانسر (Freelancer) والمهارة التي يمتلكها، فالمهارة تمكنه من تقديم خدمات لأطراف آخرين مقابل أموال متفق عليها في شكل عقد بينه كعارض للعمل أو المستقل والزبون طالب العمل.
وللعمل الحر مجالات كثيرة ومتفرعة تختلف حسب درجة سهولة الدخول إليها وكذا الأرباح الممكنة فيها.

فعلى رأس عالم الفريلانس تأتي البرمجة كبرمجة المواقع وتطبيقات الكمبيوتر والهواتف الذكية، ثم يليها التصميم ذلك المجال الكبير نظرا لكثرة الطلب على خدماته العديدة كتصميم الشعارات والإعلانات والجرافيك. كما هناك مجالات أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها كالكتابة وخاصة منها صناعة المحتوى وكتابة المقالات، الترجمة والتدقيق اللغوي، التسويق الإلكتروني، دراسات السوق، تفريغ البيانات… وغيرها مما يفتح أمام المستقل خيارات عديدة للعمل الحر فيها.

العمل الحر في مواجهة الوظيفة


ومن منطلق تفرعه وكذا تميزه أخذ العمل الحر مكانة بارزة في عالم الأعمال وأصبح أحد أكبر المجالات رواداً فالجميع يريد التمكن من الحصول على عمل يدر عليه مدخولا ماليا ويتمتع فيه بحرية أكبر، خاصة إذا ما قورن الأمر بالوظيفة التي وبرغم عدم سهولة الحصول عليها لا تعتبر خيار جيد أمام الكثير من طالبي العمل. فبرغم من أن الموظف يحصل على راتب منتظم وعمل دائم ومزايا وظيفية عديدة إلا أنها تحمل العديد من العيوب كالعمل بدوام كامل يستهلك ساعات الموظف يوميا مما يمنعه من اكمال الأعمال اليومية الأخرى، إضافة إلى العمل وفق نمط واحد من حيث المهام والمكان وكذا الظروف.

وبرغم ذلك كانت للوظيفة مزاياها خاصة وأنها هدف كل شاب باحث عن عمل. إلا أن العمل الحر كان خياراً جيدا إضافة للوظيفة فالفريلانس عمل يُمكن صاحبه من الحصول عبره على راتب بدون امتلاك شهادة أو اكمال المشوار الدراسي مما جعله ينافس الوظيفة وما فيها من مسلمات كالمداومة اليومية والبيرقراطية وقانون العمل كما أصبح له رواد ناجحون نظرا لمميزاته.

فالعمل الحر نجمُ الأعمال اليوم مقارنة بالوظيفة لأنه يتيح العديد من الخيارات لصاحبه في مقابل ما يغيب عنه كموظف:

الحرية المهنية:

أكثر ما يميز العمل الحر بأنه يُمكِن من تحقيق مكاسب مالية دون أي تدخل من أطراف أخرى سواء الأفراد أو المؤسسات ولا قيود وظيفية كالطرد أو العقوبات وهي من أكثر الأمور التي تدفع المستقل للعمل في هذا المجال أين يمكنه اختيار مكان ومواعيد العمل والعميل الذي يناسبه، كما أنه صاحب القرار في سعر أعماله الأمر الذي لا يجده في الوظيفة التي تحمل مواد القانون الوظيفي الذي يحدد إضافة إلى حقوقه واجبات وعقوبات الموظف. كما أن الفريلانس وسيلة لكسب المال لمن لا يملكون مهن ثابتة أين ساهم في خروجهم من دائرة البطالة التي لازمتهم بسبب عدم وجود وظائف أو بوجود وظائف لا تناسبهم. لذا فالعمل الحر أصبح اليوم يسمح باختيار الأعمال التي يريدونها بكل حرية وفق ميولاتهم ومهاراتهم الشخصية.

تطوير الأعمال:

واحد من أكثر ما يخيف أصحاب الوظائف على وجه الخصوص هو استنزاف مهاراتهم لسنين طويلة مع بقائهم في مكانهم الأول، فالعمل الحر يُمكن صاحبه من تطوير مهارته بالشكل الذي يرغب فيه مما يفتح أمامه تأسيس عمله الخاص في شكل مشروع مستقبلا، بل إن المستقل يكون لديه حافز أكبر لتطوير مهاراته على عكس الموظف الذي قد لا يجد تشجيع إن كان عمله مبدعا أين يتقاضى الأجر ذاته في كل مرة.

مرونة العمل الحر:

يعاني الموظف بشكل كبير من قيود ملزمة تحت عنوان الإلتزام الوظيفي كمواعيد الدخول والخروج برغم الإنتهاء من العمل أو إلزامية الحضور اليومي وكذا نمط التنفيذ كالجلوس في مكتب أو الوقوف لمدة طويلة في المكان نفسه في مقابل المرونة الكبيرة للعمل الحر أين يمكن للمستقل إنهاء عقد عمل ما مع زبون ما في غرفته أو داخل السيارة أو حتى في فندق كما أنه له حرية كبيرة في اختيار مواعيد بدء العمل صباحا أو مساءاً مما يتيح له إنهاء مشاغله اليومية.

الإستقلالية الذاتية:

ترسم الوظيفة تلك الصورة التعيسة لك كموظف تجلس أمام مكتب من الصباح إلى المساء تحت حتمية التقيد بالهرم الوظيفي فأنت تتبع أوامر المدير التنفيذي ولا يمكنك تجاوز رئيس القسم أيضا، كما أن شعور الموظف بأنه لا ينال الجزاء المناسب لأتعابه فهو يعمل لصالح أصحاب رؤوس الأموال. فهذه المتغيرات قد تحبط من عزيمة الموظف في مقابل عمل المستقل الذي يعمل ضمن إحساسه بالاستقلالية أو العمل من أجل نفسه فباجتهاد أكبر ينال أكثر. كما أن الفريلانس يقدم له حرية مطلقة فهو لا يعاني ضغط المساءلة من طرف مرؤوسيه فهو المسؤول الأول عن عمله وعن نتائجه.

جودة عمل أكبر:

إن العمل النمطي الذي يمارسه الموظف يوميا ويتقاضى عليه الراتب ذاته قد يؤثر سلبا على نتائج عمله أو قد يمنع من تطويرها، أين قد أثبتت خاصية الحرية والاستقلالية في العمل الحر الفعالية الكبرى في زيادة جودة العمل ما جعل العديد من الشركات الكبرى تلجأ للمستقلين بدل من تخصيص منصب دائم لمهارة ما. فالمستقل يعمل ضمن مساحة حرية أكبر من حيث إمكانية رفع الأجر الذي يناله جزاء عمله أين بإمكانه أن يقدم اقتراحات للزبون أو يتفاوض بخصوص السعر والخدمة التي يقدمها مما يحفزه على تحسين جودة عمله في كل مرة.

ميزة العمل الإبداعي:

فالوظيفة لا تسمح لصاحبها بتطوير مهارته بشكل كبير باعتبار انحسارها ضمن أهداف المؤسسة التي يعمل لصالحها ومكانتها في السوق وكذا ثقافتها، في المقابل فالعمل الحر يسمح للمستقل بالتعامل مع أطراف مختلفة من حيث حجمها ومكانتها ما يتيح له أمكانية أكبر لتطوير أعماله في كل مرة، لذا دائما ما قُدمت الأعمال الإبداعية من طرف المستقلين أكثر من الموظفين نتيجة للخبرة التي اكتسبوها من الخيارات العديدة للزبائن المختلفين من حيث حجم أعمالهم وأهدافهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. The next time I read a blog, I hope that it doesnt disappoint me as a lot as this one. I mean, I do know it was my option to learn, but I truly thought youd have something interesting to say. All I hear is a bunch of whining about something that you might fix for those who werent too busy looking for attention.

زر الذهاب إلى الأعلى